آفة التدخين

بقلم الباحثة لطيفة إدوش / مؤسسة BRC  العلمية الدولية فرع المغرب

يعرف التدخين بكونه هو عملية استنشاق الأبخرة الناتجة عن حرق بعض أنواع المواد النباتية، ويعد التبغ هو المتعارف عليه بصفة عامة، ويحتوي على مادة النيكوتين، التي تسبب الإدمان لمستهلكها.

ويؤدي التدخين إلى وفاة شخص من بين شخصين، وبالرغم من ذلك إلى أنه يستعمل وبكثرة في مختلف أرجاء العالم، وتواجه السياسات العمومية صعوبة في التصدي لهذه الأفة ويرجع السبب في ذلك لمجموعة من العوامل منها قلة الوعي بخطورة تلك المواد على الصحة، وكذا مسألة الترويج لتلك المواد لكثرة الإقبال عليها، و في المغرب  يقدر انتشار التدخين بنسبة 18في المئة لدى المغاربة البالغين 15 سنة فما فوق، و بنسبة 41 في المئة تقريبا لدى الساكنة التي تتعرض للتدخين السلبي، و يتبين من تحقيق وطني حول عادات و سلوك المدخنين صدر سنة 2008، أن المدخن المغربي يصرف في المتوسط 22 درهما يوميا لشراء الدخان، و في إطار التصدي لهذه الآفة الخطيرة فقد تم سن تشريع خاص بمناهضة التدخين منذ سنة 1996، القانون 91-15 يمنع التدخين في بعض الأماكن العمومية و يمنع الدعاية و الإشهار لفائدة الدخان.

للتدخين أضرار متعددة على مستوى الصحة، ويعتبر من المسببات الرئيسية لسرطان الرئة والأزمات القلبية، وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التدخين يعد أحد أكبر مهددات الصحة العامة التي شهدها العالم على مر التاريخ، فهو يودي كل عام بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة، منهم 1.2 مليون وفاة في أوساط غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان السجائر بشكل غير مباشر.

ويمكننا تفصيل في تحديد أضرار التدخين والمصنفة عموما بكونها أضرار مباشرة وأخرى أضرار سلبية، وتعد الأضرار المباشرة للتدخين، هي تلك الأضرار الناتجة بشكل مباشر على صحة مستهلك هاته المواد، حيث أن هذه الأخيرة تساهم في تدمير صحة الجهاز المناعي للمدخن، وبالتالي إصابة المدخن بالأمراض السرطانية خاصة على مستوى الجهاز التنفسي، كما أنه يساهم في الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وبالنسبة للنساء فإنه يساهم بشكل كبير في الحد من فرص الإنجاب، وكذا المساهمة في إصابة الأجنة بالتشوهات الخلقية.

أما بالنسبة للآثار التدخين السلبي، فهي نفس الآثار التي تصيب الشخص المدخن، غير أن الحال هنا يتعلق بالأشخاص الغير المدخنين والمرافقين للأشخاص المدخنة، ولتفادي عواقب التدخين السلبي، يجب ضرورة حسن إختيار الأماكن التي يتم الجلوس بها، وعدم السماح بالتدخين بوسائل النقل ذات الطابع العمومي، وفي حالة وجود فرد بالأسرة مدخن يجب محاولة مساعدته للإقلاع عن عادة التدخين.

ومحاولة  في الحد من الظاهرة، يجب ضرورة القيام بالتوعية الصحية و كذا الإعلامية بمدى خطورة هذه المواد على صحة الإنسان، وكذا سن قوانين صارمة تجرم استعمال هذه المواد في الأماكن العامة نظرا لما لها من خطورة سواء على مستوى الصحة وكذلك على نشر تلك الثقافة بين الناشئة.