التعلم الإلكتروني ودوره في العملية التعليمية
بقلم/الدكتورة آمنه عبدالرحمن الشقيرات_ وزارة التربية والتعليم/ الأردن
يُعد التعلم الإلكتروني الثورة الحقيقية والتغيير الذي طوق العملية التعليمية ، والتي أصبح من خلاله سهولة الحصول على المعلومات والإرتقاء العلمي بالفرد والمؤسسات في جميع أنحاء العالم ، كيف لا يكون ذلك وقد أصبح العلم قرية صغيرة نتجول في أنحاء المعمورة بكبسة زر ، ونحصل على الفائدة من كل مكان
.
مفهوم التعليم الإلكتروني
يعرف التعليم الإلكتروني :
على أنه عملية تعليمية ذاتية من خلال الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر، سواء من خلال الاتصال بشبكة الإنترنت أو من خلال الأقراص المدمجة، وتتيح هذه العملية للمتعلم التعلم في أي وقت وفي أي مكان، ويتضمن التعليم الإلكتروني عرض النصوص، والفيديو، والمقاطع الصوتية، والرسوم المتحركة والبيئات الافتراضية مشكلًا بذلك بيئة تعليمية غنية جدًا، ومن الممكن أن تتفوق على بيئة التعليم التقليدي في الفصول الدراسية.
وهو نظام تفاعلي للتعليم يقدم للمتعلم باستخدام تكنولوجيات الاتصال والمعلومات، ويعتمد على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة تعرض المقررات الدراسية عبر الشبكات الإلكترونية، وتوفر سبل الإرشاد والتوجيه وتنظيم الاختبارات وكذلك إدارة المصادر والعمليات وتقويمها
ومع استخدام العديد من التصاميم الفعالة وضمان وجود فريق تعليمي متخصص وبكفاءة عالية؛ يُصبح التعليم الإلكتروني بيئة تعليمية مثالية ووسيلة جذابة وقيمة للطلاب، وهي فرصة للتعلم في أي وقت، إضافةً إلى أنّ التعليم الإلكتروني يتضمن إدخال أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى الفصل الدراسي والمكاتب والاستفادة منها على نطاق واسع.
مميزات التعليم الإلكتروني
بما أن التعليم الإلكتروني يحقق أهدافا للفرد والمؤسسات لا بد أن يتميز بالعديد من المزايا التي ساهمت في بناء الإنسان من الناحية العلمية والأكاديمية
….
ولنقف عند هذه المزايا
…
يوفر الوقت والمال:
يتميز التعليم الإلكتروني بتكلفته المنخفضة، كما يُمكن للمتعلمين الوصول إليه من أي مكان فهم ليسوا بحاجة للخروج من بيوتهم أو وظائفهم لحضور الفصول الدراسية.
يوفر محتوى مصمم بفاعلية كبيرة:
يتضمن التعليم الإلكتروني أدوات توفر المحتوى بأسلوب أكثر جاذبية وأكثر تفاعلية من خلال مقاطع فيديو أو مقاطع صوتية، ممّا يُسهل على المتعلمين تذكر المعلومات والمفاهيم وتطبيقها عمليًا.
يوفر استمرار وثبات عملية التعليم:
يتبع كل معلم أسلوب مختلف في التعليم في الفصول الدراسية، وقد يواجه بعض المشاكل ويكون عرضة للأخطاء، بينما يوفر التعليم الإلكتروني نسقًا ثابتًا في التدريس يُمكن للمعلم اتباعه في أي وقت ومكان.
يمتلك قابلية للتطوير:
يُمكن استثمار مادة واحدة وطرحها على عدد كبير من الناس، بما يقلل من النفقات ويمهد الطريق للتطوير في التعليم.
يُلبي احتياجات المتعلمين
:
يسمح التعليم الإلكتروني للمتعلمين اختيار المسار الذي يفضلونه، ويحقق أهدافهم بالسرعة التي تناسبهم
.
يعد طريقة ذاتية التعليم
:
يُمكن للمتعلم الوصول لوحده إلى الدورات التعليمية عند الحاجة
.
يتميز بالسرعة:
تتجاوز سرعة التعليم الإلكتروني التعليم التقليدي بنسبة 50%
، ويعود السبب في ذلك إلى إمكانية تخطي المتعلمين المواد التي يعرفون مفاهيمها بالفعل والانتقال للمواد التي يحتاجون المزيد من التدريب عليها
.
يُمكن تحديث المواد بسهولة وبسرعة:
تحدث المواد والدورات التعليمية بسهولة عبر الإنترنت من خلال تحميلها على خادم الويب فقط، وقد تحتاج الأقراص المضغوطة جهدًا وتكلفة أكبر للتحديث، لكنها تبقى أرخص من إعادة طباعة مواد التدريس الورقية.
سلبيات التعليم الإلكتروني
على الرغم من الفوائد الكثيرة والمتعددة التي تؤثر إيجابياً على العملية التعليمية في نظام التعليم الإلكتروني إلا أن له العديد من السلبيات التي قد تؤثر على جودة العملية التعليمية من خلاله:-
اعتماد التعليم الإلكتروني بشكل أساسي على توافر الإنترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي من الممكن أن لا تكون متوفرة للكثير من الأفراد، فعلى الرغم من أن التعليم الإلكترونى متاح بشكل دائم ولجميع الفئات علي شبكات الانترنت إلا أن الكثير من الأفراد في المجتمع الذين لايتوافر لديهم أي أجهزة كمبيوتر أو أي أجهزة توفر التعليم وفق التقنيات الحديثة لا يمكنهم الحصول على المادة التعليمية.
لا يتوفر من خلال التعليم الإلكتروني أي نوع من أنواع المنافسة أو التحفيز بين الطلاب، وهو الأمر الذي قد يسبب مشاكل لبعض الطلاب الذين يساعدهم الأجواء التنافسية على إجادة العملية التعليمية.
كما أن التعليم الإلكتروني يعتبر من أحد المسببات إلى مرض العزلة حيث يقضي الطالب فترات طويلة من الوقت وحيدا بين أجهزة الكمبيوتر لتحصيل المادة العلمية من غير أي تعامل مع أصدقائه الطلاب أو مناقشتهم في أية موضوع مما يجعله ومع مرور الوقت انطوائي مائل إلى العزلة ولا يكتسب أي مهارات في التعامل المجتمعي.
كيفية سير العملية وفق نظام التعليم الإلكتروني
يتم سير العملية التعليمية من خلال نظام التعليم الإلكتروني وفق مجموعة من الخطوات الثابتة والمعروفة وسوف نقدم بعرضها في النقاط التالية:-
يتم تحديد المواد العلمية التي من المفترض أن يقوم الطالب بتحصيلها خلال السنة الدراسية من قبل المسئولين عن العملية التعليمية.
يقوم الطالب بعملية البحث عن المحاضرات التي تشرح المادة المطلوبة من خلال شبكة الإنترنت من خلال مجموعة من المدرسين بكل مختلفة.
بحاول الطالب الحصول على أفضل طريقة مناسبة له تجميع المعلومات اللازمة لإتقان المادة العلمية المطلوبة منه، ويكون ذلك في أي وقت مناسب له.
بعد أن يتم الطالب إتقان المادة العلمية الخاصة به بالطريقة والوقت المناسب له، يتم اختبار الطالب إلكتروني بشكل مفصل و حيادي للتأكد من مدى استيعابه وتحصيله المادة العلمية.
متطلبات التعليم الإلكتروني
يتطلب التعليم الإلكتروني توفير العديد من العوامل لضمان نجاح سير العملية التعليمية من خلاله ويمكن تفصيل هذه المتطلبات من خلال النقاط التالية:-
في البداية لابد وبديهي من توافر كافة التقنيات التكنولوجية الحديثة بهدف تسهيل الوصول إلى المادة العلمية للطلاب، سواء كان ذلك توفير خدمات الانترنت بسرعة عالية وبشكل مستمر بالإضافة إلي ضرورة توفير أجهزة الكمبيوتر والحاسب الآلي لاتمام العملية التعليمية وإمكانية الحصول على الحصص والدورات التدريبية من خلاله وكذلك تأدية الامتحانات المطلوبة لقياس درجة التحصيل للطلاب.
لابد من وجود قيادة تعليمية حكيمة ومدربة على أعلى مستوى تقني من اجعل متابعة سير العملية التعليمية عن علم ودراسة وتمكن من كافة جوانب النظام الإليكتروني.
كذلك يتطلب الأمر فتح مدارك الطلاب وإعدادهم بشكل مناسب لطريقة التعليم الجديدة، ورفع روح المسؤولية لديهم والثقة بالنفس حيث لاتوجد مساحة كبيرة من الحرية للطالب في نظام التعليم الإلكتروني وتنخفض فيه الرقابة والقيود الموجودة في نظم التعليم التقليدية.
في نهاية المقال نكون قد استعرضنا بعض المعلومات الهامة عن نظام التعليم الإلكتروني بعض السلبيات التي تعوق السير به وكيفية تطبيق التعلم الالكتروني
.
