المخدرات تسرق أرواحهم_ فأنقذوا أبناءكم قبل فوات الأوان !
بقلم/ الدكتورة نور محمد الكبيسي -رئيسة برنامج النساء والمخدرات مؤسسة BRC العلمية الدولية
تبدأ العلاقة بين المراهق أو الشاب وأنواع المخدرات بالتجريب العارض, الذي قد يتطور إلى سوء الاستعمال وقد يصل الى الإدمان , وحيث أن تجدر الأشارة أيضا الى أن المراهقين الذين يجربون تعاطي المخدرات وغيرها من العقاقير يعرضون حياتهم وسلامتهم للخطر. علاوة على ذلك , فعقل المراهق قابل لتكرار للارتباط بالمواد التي ترتبط بشكل أكبر بدائرة المكافأة في الدماغ . وذلك يجب ان تساعد في وقاية ابنك المراهق من إدمان المخدرات بالحديث معه عن عواقب تعاطي المخدرات وأهمية اللجوء الى الخيارات الصحيحة .
حيث أن يكون المراهقون أكثر عرضة لتجربة المواد المخدرة للمرة الأولى , وقد يكون المواد المخدرة والكحول والنيكوتين أو التبغ من اولى المواد المخدرة ,وفي الغالب يرغب الشباب التأقلم مع الاقران . لذا اذا كان أقرانه يتعاطون المواد المخدرة فسوف يتطلع ابنك المراهق الى مشاركتهم هذه التجربة ! وايضا قد يتعاطى المراهقون المواد المخدرة رغبة منهم بالشعور بالقبول ومزيدا من الثقة مع أقرانهم !
حيث أنه من بين كل 16 شخصا يجرب المادة يصل في نهاية المطاف شخص واحد إلى مرحلة الإدمان , وبعد التجريب قد يمارس المراهق أو الشاب الاستعمال الخاطئ للعقاقير الطبية عن طريق وصفة طبية ,ومن ثم تأتي الاعتمادية وفيها يستعمل الشخص المادة المرغوب فيها مدة طويلة حتى يعتاد عليها نفسيا دون أن يتسبب عن عدم استعمالها أعراض انسحابية , ويتسع هذا المفهوم ليشمل التعود على الألعاب الخطرة أو العنيفة , أو قضاء ساعات طويلة أمام الانترنت , واخر المراحل هي مرحلة الإدمان , وفيها يستعمل الشخص المادة بتكرارية وبجرعات متزايدة يؤدي التوقف عن استعمالها إلى ظهور أعراض انسحابية مربكة للوظائف الفسيولوجية , وإلى سلوكات خطرة تستعصي على المقاومة , وتدفع به للتمادي في البحث عن المادة , لمزيد من التعاطي وحيث يؤدي الى مضاعفات ضارة على المستويين : البدني والعقلي .
ومن خلال مما سبق ذكره يتعرض من يتعودون استعمال بأنواعها إلى حالات طارئة نذكر منها أعراض التسمم , حين يزيد تركيز المادة في الدم فتؤثر في الوظائف العقلية , وتؤثر في درجة الوعي وفي وظائف القلب والجهاز التنفسي وقد يعاني الشخص من الأعراض الانسحابية إذا لم تتوفر المادة التي أدمنها , أو إذا نقصت الجرعة بطريقة مفاجئة , ولكل مادة اعراضها الانسحابية المميزة , التي تشمل في مجملها اضطراب درجة الوعي وضغط الدم وعدد دقات القلب , والتوتر العضلي , واضطراب الجهاز الهضمي , وأحيانا نوبات من التشجنات بالإضافة الى اضطرابات السلوك والفكر والعواطف .
وحيث ان وجد العديد من العوامل النفسية والاجتماعية تعلب دورا في العنف تشمل طرق أساسية يرتبط تعاطي المخدرات بالعنف , وحيث هذه العوامل التأثيرات على أنماط سلوك الفرد , ويمكن في التالي يمكن أن يرتكب العنف تحت تأثير المخدرات وهذا النوع يسمى العنف النفسي الدوائي ويحدث هذا العنف نتيجة للاستخدام قصير أو طويل الأمد لمخدرات والمؤثرات العقلية تسبب الإثارة أو التهيج أو جنون العظمة أو السلوك العنيف, كما يمكن أن يحدث العنف عندما يؤدي استخدام المواد الى تغييرات أو تعاطي المواد في وقوع الأحداث العنيفة , ويمكن أن يحدث العنف في مراحل مختلفة من تعاطي المخدرات, بما في ذلك التسمم الحاد , وسلوك البحث عن المخدرات المرتبط بأعراض الانسحاب, ونوبات الذهان الناتجة عن المخدرات والتي تؤدي الى العدوانية لدى الأشخاص المعرضين للسلوك العنيف , بالإضافة الى ذلك , يمكن أن يحدث العدوان الناتج عن المواد أثناء التسمم لدى المستخدمين المعتمدين وغير المعتمدين.
ومن الآليات الفسيولوجية في الإدمان آلية التعود وفيها يقل تأثير الجرعة المحددة , أو يحتاج الشخص لجرعة أكبر حتى يستمتع بالتأثير الذي تعود أن يصل إليه بجرعة أقل , ويبدو التعود أيضا في قدرة الشخص على أداء وظائفه المعتادة بالرغم من تعاطيه المادة المخدرة , وفي إطار الخلفية الاجتماعية التي يعيشها الشخص المدمن ويسمى (المدمن المشارك) والمقصود بهم أفراد الأسرة الذين يؤثرون ويتاثرون. وحيث يعتبر العلاقة بين الإدمان والعنف علاقة وثيقة وقد تكون مباشرة أو غير مباشرة . وهناك عنف يكون سببه الإدمان وينتج عنه التالي :
-الانضمام للعصابات الجريمة نتيجة الضلوع في السرقة , أو تحت وطأة الحاجة المادية .
-حالات الانتحار والقتل العمد والخطأ والخطأ بكافة الوسائل.
-العنف المنزلي بين الزوجين وسوء معاملة الاطفال, والعنف المنزلي يؤهل الأطفال لارتكاب أفعال العنف وسوء استعمال العقاقير في فترة الشباب .
-حوادث الطرق والسيارات .
ومن وجهة نظر الباحثة تظهر دوافع العنف لدى المدمنين في ان معظم مدمني المخدرات والكحوليات , نتيجة سلوكياتهم غير الآمنة درجات تفاوت من ضمور القشرة المخية , أو اضطراب الدورة الدموية في الفص الجبهي , ويعد الإدمان هو الوسيط الذي يؤدي الى الانحرافات السلوكية الحادة والعنيفة , وحيث ترتفع نسبة العنف عند مدمني المخدرات والكحول وذلك بسبب الافراط في تناول كميات كبيرة تؤثر في درجة الوعي والإدراك . وحيث ان تعد الحاجة المباشرة للمال اللازم لشراء المخدر من بين الدوافع المباشرة للعنف, ولهذا يرتفع معدل جرائم المدمنين في أوقات التعاطي النشط . ويزداد ايضا معدل العنف عند المدمنين الذين يعانون من أمراض نفسية مما يؤدي الى تدهور ملكات البصيرة والإدراك والتفكير ومن أهم الأمراض : اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب والذهان وحالات الصرع بأنواعها . و لاننسى حيث ان يوجد ارتباط بين الإدمان والانحراف الجنسي وجرائم الاغتصاب , ولذلك فإننا نجد بين الآليات الفسيولوجية الوسيطة في فعل العنف, التأثر بالمنشطات النفسية الحركية مثل الأميفتامين, وتثبيط اليات الظبط بالقشرة المخية , بالإضافة إلى إعاقة القدرة الذهنية على حل المشكلات .
وفي الاخير لا بد الأشارة : انه لا يمكن إنكار الصلة بين المخدرات والسلوك العنيف الذي يشمل العنف , حيث تشكل مختلف المواد مخاطر جسمية على الأفراد والمجتمعات على حد سواء , من المنشطات كالكوكايين والميثامفيتامين الى الأدوية الموصوفة والمهلوسات , يمكن للمخدرات المرتبطة بالأفعال أن تضعف القدرة على التحكم , وتفاقم العدوانية , وتؤدي إلى سلوكيات خطرة , حيث يجب أن تتيح أساليب العلاج وسبل التعافي لمن يعانون من العنف المرتبط بالمخدرات , فإن طلب المساعدة للشخص الذي يعاني من العنف المرتبط بالمخدرات في مراكز أعادة التأهيل أمر في بالغ الأهمية يمكن اتخاذ خطوة نحو التعافي من هذه الآفة الخطيرة وحماية شبابنا , يجب على الأسر أن تدرك حقيقة فترة المراهقة والشباب هي فترة حساسة ومعرضة بشكل خاص للتأثر بسلوك الأقران, ويجب تشجيع الشباب على تعزيز نموهم الشخصي وقدراتهم الفردية وزيادة مقاومتهم للضغوط السلبية التي يتعرضون لها من قبل أقرانهم.
