بقلم/ دكتورة شعيب فتيحة_ دكتوراه علم النفس المدرسي_ جامعة ابن خلدون تيارت الجزائر

    ﺘﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﻟﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻋﺘﺑﺎﺭﺍ ﻹﻴﺠﺎﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ. ﻓﻘﺪ ﻴﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻤﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﺴﺮﺘﻪ ﺃﻭ ﺯﻤﻼﺋﻪ ﻭﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻤﻦ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺼﻌﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻮﺍﺠﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺘﻪ ﻭﺧﺎﺼﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺘﻮﺍﺠﻪ ﺿﻐﻮﻃﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻧﺪ ﺘﻮﺍﺠﺪ ﻃﻔﻞ ﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﻤﺎ ﻴﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺎﻤﻠﻬﺎ ﻤﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺴﺮﺓ، ﺑﺎﻓﺘﻘﺎﺭﻫﺎ ﻟﻼﺴﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺴﺮﻱ. ﻭﻻ ﻴﺧﻔﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺿﻐﻮﻃﺎﺕ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺴﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺘﻘﺑﻠﻬﺎ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺘﺘﻜﻴﻒ ﻤﻊ ﻛﻞ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﺴﺮﺓ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﺣﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻡ ﺑﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻤﻦ ﻤﺣﻴﻂ ﺑﻴﺋﺘﻬﺎ ﺘﻤﻜﻧﺖ ﻤﻦ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻭﺃﺣﺴﻧﺖ ﺘﻌﺎﻤﻠﻬﺎ ﻤﻌﻪ ﻭﺭﻋﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺼﺣﻴﺢ ﻴﺿﻤﻦ ﻧﻤﻮﻩ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ.

 ﻓﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻴﺊ ﺑﺎﻟﺣﺐ ﻭﺍﻟﺣﻧﺎﻥ ﻴﺴﺎﻋﺪ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺜﻖ ﺑﻤﺣﻴﻄﻬﺎ ﻤﻦ ﺯﻤﻼﺀ ﻭﺃﺼﺪﻗﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺴﺔ ﺃﻭ ﻤﻦ ﻗﺑﻞ ﺃﺴﺮﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻤﺎ ﻴﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺸﻌﻮﺭﻫﺎ ﻤﻌﻬﻢ ﻭﻴﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﺑﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺑﻴﺔ. ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺪﻯ ﻭﺠﻮﺩ ﺣﺐ ﻭﺘﻘﺪﻴﺮ ﻭﺩﻋﻢ ﻋﻧﺪ ﺍﻟﺣﺎﺠﺔ ﻤﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻟﻬﺎ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﺪﻤﺖ ﻟﻬﺎ ﻴﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ )ﻤﺎﺩﻴﺎ ﻭﻤﻌﻧﻮﻴﺎ( ﺃﺸﺑﻌﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺣﺎﺠﺎﺘﻬﺎ، ﻭﺣﻘﻘﺖ ﺘﻮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻧﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻘﺪﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻮﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺿﻐﻮﻁ.

ﺇﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺘﺣﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺆﺍﺯﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺣﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﻧﺼﺢ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻤﻤﻦ ﻴﺣﻴﻄﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻤﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺴﺮﺓ )ﻛﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻴﻦ، ﺍﻹﺧﻮﺓ، ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ، ﺍﻟﺰﻭﺝ، ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ( ﻭﻤﻦ ﺧﺎﺭﺠﻬﺎ )ﻛﺎﻷﺼﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻤﻼﺀ(، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻤﻜﻧﻧﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺘﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺼﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻴﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺿﻐﻮﻁ ﺍﻟﻧﻔﺴﻴﺔ، ﻭﺇﻧﻧﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺠﻌﻞ ﺃﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺘﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻤﺣﺑﻮﺑﺔ ﻭﻤﻘﺑﻮﻟﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮﻴﻦ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻤﺸﻜﻼﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻮﺍﺠﻬﻬﺎ ﻭﺘﻠﺑﻲ ﺣﺎﺠﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻓﺘﺣﺲ ﺑﺎﻷﻤﻦ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻧﺔ.

ﻭﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻗﺪ ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻝ ﺃﻤﻬﺎﺕ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺑﺮ ﻧﺼﻴﺐ ﻤﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺣﻘﻮﻕ ﻭﻤﻧﻬﺎ ﺘﻘﺪﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻬﻦ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺘﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻧﻔﺴﻲ.

ﺇﻧﻬﻦ ﻴﺣﺘﺠﻦ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺘﺣﺘﺠﻧﻪ. ﺣﻴﺚ ﻴﺆﺜﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﻦ ﻟﺿﻐﻮﻁ ﺍﻟﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺧﺘﻠﻔﺔ ﻭﺇﻴﺠﺎﺩ ﺃﺴﺎﻟﻴﺐ ﻤﻮﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤﻞ ﻤﻌﻬﺎ.

ﺃﻟﻴﺲ ﻭﺠﻮﺩ ﻃﻔﻞ ﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺮﺓ ﺃﻤﺮ ﻤﺆﻟﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﺃﻻ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻠﻴﺋﺔ ﺑﺎﻟﺿﻐﻮﻁ ﺍﻟﻧﻔﺴﻴﺔ؟ ﻷﻧﻪ ﺑﺑﺴﺎﻃﺔ ﻴﺣﺘﺎﺝ ﻟﺠﻬﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻤﻦ ﻃﺮﻑ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺴﺮﺓ، ﻻ ﻟﺸﻲﺀ ﺴﻮﻯ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻟﻧﻔﺴﻲ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺣﻴﻂ ﺑﻪ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺇﻥ ﺘﺣﻤﻠﺘﻪ ﺃﺴﺮﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻓﻬﻲ ﺑﺣﺎﺠﺔ ﻤﺎﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺘﻢ ﺑﺮﻋﺎﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺴﻮﺍﺀ ﺣﻜﻮﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺼﺔ، ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺘﻈﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺮﺓ ﻭﺧﺎﺼﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ. ﻭﻗﺪ ﺘﻈﻬﺮ ﻟﻧﺎ ﺠﻠﻴﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻤﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺬ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻠﻴﻦ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ، ﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﺸﺑﻜﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻬﻴﺋﺔ ﻟﺪﻤﺠﻬﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻊ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺬ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﻴﻦ. ﻭﻫﺬﺍ ﻤﺎ ﻴﺆﺜﺮ ﻓﻲ ﺘﺣﺴﻴﻦ ﺘﻮﺍﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻧﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺘﻌﺰﻴﺰ ﺼﺣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻧﻔﺴﻴﺔ. ﻭﺃﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺘﻌﺎﻧﻲ ﻤﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺼﻌﺑﺔ ﺘﻌﻴﻖ ﻤﺴﻴﺮﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ، ﻟﻌﺪﻡ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻑ ﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻴﺔ ﺍﻟﺣﻜﻮﻤﻴﺔ، ﻭﻤﺆﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ، ﻭﻫﻮ ﻤﺎ ﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻧﻔﺴﻲ ﻟﺪﻴﻬﺎ، ﻭﺘﻜﻮﻥ ﺭﻋﺎﻴﺘﻬﺎ ﻻﺑﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻤﻠﺔ، ﻭﻻ ﻴﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺣﻤﻞ ﻤﺎ ﺘﻮﺍﺠﻬﻪ ﻤﻦ ﺿﻐﻮﻁ ﺘﻤﺘﺪ ﺁﺜﺎﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻬﺪﻴﺪ ﺃﻤﻧﻬﺎ ﺍﻟﻧﻔﺴﻲ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺣﻤﻞ ﺃﻋﺑﺎﺀ ﺍﻟﺣﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻴﻌﺎﻧﻲ ﻤﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻤﻘﺪﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺼﻞ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺣﻴﻄﻴﻦ ﺑﻪ ﻓﺘﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﺪﻤﺎﺠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﺣﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺑﺬﻝ ﺠﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺴﺑﻴﻞ ﺇﻴﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ ﺃﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﺫﻫﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺠﻮﺩﻩ، ﻤﻤﺎ ﻴﺆﺜﺮ ﺴﻠﺑﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻓﻬﻲ ﺑﺣﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﺑﻴﻞ ﺘﺣﻘﻴﻘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻧﻔﺴﻲ ﻭﺭﻓﻊ ﻤﺴﺘﻮﻯ ﻗﺪﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻮﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺿﻐﻮﻁ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ ﻟﺘﺣﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻧﺎﺥ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻟﻴﺧﻮﺽ ﺣﻴﺎﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﺿﻞ.

ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺿﻤﺎﻥ ﻭﺍﻷﻤﺎﻥ، ﻫﻲ ﺩﻋﻢ ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻪ ﺧﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺿﻌﻒ ﺃﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺯﻤﺎﺘﻬﺎ، ﻷﻧﻧﺎ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻭﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻤﻦ ﻗﺑﻠﻧﺎ، ﻟﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺁﺩﺍﺀ ﻤﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺘﺣﻜﻢ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺪﻴﻬﺎ.

ﻓﺄﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺑﺣﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻢ ﻤﺎﺩﻱ ﻭﻋﺎﻃﻔﻲ ﻭﻤﻌﺮﻓﻲ ﺘﺴﺘﻤﺪﻩ ﻤﻧﺎ ﻓﻲ ﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﻌﺑﺔ، ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺼﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ. ﻭﻤﺴﺎﻧﺪﺘﻧﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﺴﻌﻴﺪﺓ ﺣﻴﻧﻤﺎ ﻴﻜﻮﻥ

ﻤﺴﺘﻮﻯ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻤﺮﺘﻔﻌﺎ ﻭﻧﺠﻌﻞ ﺼﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻧﻔﺴﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺿﻐﻂ، ﻭﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﺃﻴﺿﺎ ﺘﻮﺍﺠﻪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺿﺎﻏﻄﺔ، ﻓﻘﺪ ﺘﺧﻔﺾ ﺃﻭ ﻧﺴﺘﺑﻌﺪ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻠﻰ ﺼﺣﺘﻬﺎ، ﻭﺘﻜﻮﻥ ﻤﻔﻬﻮﻤﺎ ﺠﻴﺪﺍ ﻟﺬﺍﺘﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻤﺎ ﻴﺆﺜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﻴﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺘﻧﻤﻴﺔ ﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﺪﻯ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ. ﺇﻧﻧﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺰﻴﺪ ﻤﻦ ﻗﺪﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺣﻜﻢ ﻭﺍﺘﺧﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻧﺎﺴﺑﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺧﺺ ﺍﻟﺮﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭﻋﻴﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﺃﻴﺿﺎ ﻷﺜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻋﺎﻴﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻠﻬﺎ، ﻭﺘﻧﻤﻲ ﻟﻬﺎ ﺇﻴﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﻴﺔ، ﻓﺘﺘﻘﺑﻞ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺘﺸﻌﺮ ﺑﺮﻏﺑﺎﺘﻪ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ، ﻭﺭﺿﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﻭﺠﻮﺩﻩ ﻤﻊ ﺍﻵﺧﺮﻴﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﻤﺸﻜﻼﺕ، ﻭﺘﺜﻖ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﻤﻦ ﺍﻷﻤﻬﺎﺕ، ﻭﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻴﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻧﺐ ﺇﺧﻮﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﻴﻦ، ﻭﺯﻤﻼﺋﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺴﺔ، ﻭﺘﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻧﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻴﺪﻩ ﺃﺜﻧﺎﺀ ﺘﻌﻠﻤﻪ ﻭﺘﺆﺜﺮ ﻓﻴﻤﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ، ﻓﻴﺮﺘﻔﻊ ﻤﺴﺘﻮﻯ ﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﺘﻧﺧﻔﺾ ﺃﻋﺑﺎﺀ ﺘﺮﺑﻴﺘﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺴﺮﺓ ﻗﻮﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ، ﻴﺘﻼﺸﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻮﺼﻤﺔ ﻤﻦ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ، ﻤﻤﺎ ﻴﻧﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﻴﺠﺎﺑﻲ ﻓﻴﺼﺑﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻗﺑﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺣﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﻧﺪﻤﺎﺝ ﻤﻊ ﺍﻵﺧﺮﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺴﺔ.