متطلبات ومعيقات الدمج المدرسي للأطفال ذوي طيف التوحد في المدارس العادية:
بقلم الدكتورة كنزة دومي _ جامعة الجزائر 2 / الجزائر
توجد العديد من العراقيل التي غالبًا ما تصاحب عملية دمج الأطفال المصابين بالاضطرابات عامة و المصابين باضطراب طيف التوحد بشكل خاص،فمن المهم جدا إدراك هذه العراقيل وتفهم الأسباب التي تقف من ورائها، وذلك من أجل العمل على تجاوز كل عقبة، وحلها بالطريقة التي تناسبها و ما يتماشى مع مصالح الطفل، ومن أكثر هذه العراقيل انتشارا في الوسط المدرسي نذكر ما يلي:
- عدم قدرة بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد على الوصول إلى المدرسة بأنفسهم بسبب بعد موقع المدرسة.
- رفض المدارس العادية قبول هؤلاء الأطفال خشية عدم قدرتهم على التعامل معهم، وتحمل مسؤوليتهم، أو بحجة إثارتهم لإزعاج للآخرين.
- عدم كفاية الارشادات المقدمة للأهل المتعلقة بعملية الدمج وما يرتبط بها، فالكثير منهم ي لا يتلقون التوجيه والارشاد اللازم لإيجاد مكان مناسب ليتمدرس فيه أبنائهم.
- المعاملة غير اللائقة للأطفال في المدرسة العادية مقارنة مع أقرانهم كإهمالهم وتجاهلهم.
- عدم جاهزية النظام التعليمي العادي من حيث تصميم وتخطيط المدرسة والأدوات والوسائل الضرورية للأطفال، وعدم وجود التسهيلات البنيوية اللازمة لهم داخل المدرسة.
- عدم توفر المعلومات حول الاضطرابات والمعرفة الكافية لدى المعلمين حول كيفية التعامل والتكيف مع الأطفال المعاقين.
- إساءة بعض الأطفال العاديين السلوك نحو الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد في المدرسة مثل: ضربهم أو الاستهزاء بهم والتنمر عليهم.
- تعدد حاجیات هذه الفئة، و تعدد الاعاقات تحتاج الى عدد كاف من المختصین للتعامل مع الاضطرابات السلوكیة عند ظهورها.
- التكالیفالمادیة قد تشكل عائقا امام نجاح عملیة الدمج، نظرا لارتفاعها.
متطلبات الدمج المدرسي للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد والاضطرابات المختلفة:
- من بين متطلبات الدمج المدرسي في المدارس العادية توفير بيئة مدرسية مناسبة
- وجود فلسفة عامة وخطة منظمة لتسيير عملية الدمج بالشكل الصحيح.
- انتقاء المعلمين ذوي الكفاءات واعدادهم لعملية الدمج .
- تخصيص محاضرات توعوية ودورات تدريبية تنمي مهارة العلمينوالطاقم التربوي للتعرف على كيفية التعامل مع ذوي طيف التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة داخل أو خارج المدرسة وكذافي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة
- نشر مطويات وكتيبات وملصقات ومنشورات الهدف منهانشر التوعية في أوساط كل من يعمل في المدرسة للتعرف على حاجات هذه الفئة.
- عرض بعضالارشادات و النصائحعلى معلمي التربية البدنية بصفتهم أكثر من يتعامل مع الأطفال من هذه الفئة من الناحية الحركية وذلك ليتوخوا الحذر والدقة أثناء أداء بعض الحركات أو التمرينات في خلال حصص التربية البدنية من أجل أن لا يتعرض الطفل لإصابات هو في غنى عنها.
- يستحسن توفر غرفة تحتوي على جميع متطلبات الإسعافات الأولية اللازمة للحالات الطارئة.
لا ريب أن كل ما سبق ذكره من صعوبات وعقبات قد تواجه سياسة الدمج تحتاج إلى المزيد من التكاتف والتعاون والتواصل بين ذوي الاختصاص ولخبرة العاملين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة ،
وبما أن سياسة الدمج سوف تفسح المجال بشكل أوسع أمام فئة معينة من ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة بجانب أقرانهم في المدارس العامة فإنه لابد وإن يتم تسخير جميع الوسائل المتاحة لتسهيل إنجاز هذا المشروع ،ولا شك أن مسئولية دمج طفل من ذوي التوحد تقع على عاتق كل الهيئات و المؤسسات و الجمعيات حيث يتوجب على هؤلاء توظيفه بعد معرفة الوسيلة الممكنة لأدائه الوظيفي حسب قدراته على أن تتوفر الخدمات الخاصة له في جميع المرافق العامة منذ إنشائها ليمارس حياته الطبيعية الاجتماعية بسهولة ويسر فيتحقق التفاعل ، فيعطي ما يملك من مؤهلات و قدرات دون حرج و لا يتم ذلك إلا بعد تدريبه منذ طفولته في محيط أسرته على الاختلاط بالآخرين و توسيع دائرة معارفه و علاقته لتنمو هذه العلاقات في مجال المدرسة و المجتمع بعد ذلك فيعتاد بذلك الحياة الاجتماعية و يسهم إسهاما فعالا في أداء دوره الاجتماعي ، ولا نغفل حاجته إلى أجهزة تعويضية بصفة مستمرة و ما في ذلك من تكاليف توجب على المسئولين توفيرها بأسعار مخفضة أو بالمجان إضافة إلى توفير دور العلاج و تزويدها لتنال هذه الفئة ما تحتاجه من رعاية علاجية دون أي صعوبات.