كيف يصنع المجتمع احتواءاً حقيقياً للنساء ذوات الإعاقة

بقلم/ الدكتورة بشرى موسى الأقطش/ وزارة التربية والتعليم/ الاردن

إن المجتمع نواة الأساس لبناء الإنسان السوي الذي يصنع النجاح والتميز وقد اشتمل المجتمع على فئات كثيرة متناسبة متكاملة مع شمولها الإجتماعي ، فئات مختلفة كبير وصغير ، صحيح وسقيم ، معافى ومبتلى،  وإن المرأة المكون الأساس لهذا المجتمع ، الأم ،الأخت ،الإبنة ،هي من تنشأ الشباب وتبني جيلا صالحا مصلحا .

كيف يصنع المجتمع احتواء حقيقياً للنساء ذوات الإعاقة؟

 ‏سؤال ذو شجون إجابته متشعبة متفرعة ، فإن المجتمع الفسيح كيف له أن يصنع إمرأة تتحدى الصعاب والمعيقات ، هذه الصناعة تتطلب مجتمعاً واعياً مثقفاً يؤمن بالقدرات النساء ذوات الإعاقة هذا الاحتواء  ‏العاطفي ،النفسي ،الفكري ، السلوكي ،كل من أنواعه يؤدي جانباً من جوانب الاحتواء .

إن الاحتواء العاطفي النفسي يلعب دورا أساسا في صناعة الاحتواء الحقيقي حيث إن العاطفة السوية المستقيمة نفسيا تنشأ إمرأة صلبة  سوية .

كيف يتشكل الاحتواء العاطفي النفسي ؟

يكون من خلال الإيمان بالقدرات  ، تعزيز الثقة بالنفس ، التطلع لكم  الاحتياجات التي تحتاجها المرأة المعاقة نفسيا وعاطفيا. 

هذه النقاط تبدأ من الأسرة السوية وتنطلق الى المجتمع الكبير ويشكل الاستماع لهذه الاحتياجات ومحاولة إيجاد حلول لها ، هو المحور الأساس الذي يقوم عليه هذا الاحتواء الحقيقي .

أما عن الاحتواء الفكري فإن من النساء ذوات الإعاقة منتجات ،مبدعات ،متعلمات ،مؤلفات لكثير من الكتب والأبحاث العلمية لكن ‏أين  الداعم لهذه المرأة المبدعة فكريا؟

 إن الاحتواء الفكري والإيمان المطلق بهذه الأفكار ودعمها ماليا أو من خلال تأمين فرص علمية عالمية تبرز هذه المرأة المفكرة وتعطيها ‏القيمة الحقيقية في هذا المجتمع الفسيح  ليلعب دورا في تعزيز هذه القيمة التي نبحث عنها الإحتواء الحقيقي .

وإن الاحتواء الفكري يكون في تبني الأفكار الناجحة وإتاحة الفرص لها ويكون أيضا ‏في سماع رأي المرأة ذات الإعاقة وإعطائها فرص حقيقية للتعبير عن الرأي هذا الاحتواء الفكري يؤثر تأثيرا حقيقيا في آلية الاحتواء الناجح للمرأة ذات الإعاقة .

ويعد الاحتواء السلوكي الأداة المؤثرة التي تصنع الاحتواء الحقيقي من خلال ‏ضبط سلوك الأفراد و ضبط الكلام والأفعال والأعمال التي ينتج عنها أعمال غير سوية تثير  الشفقة ‏.

 ويعد الاحتواء السلوكي الأداة المؤثرة التي تصنع الاحتواء الحقيقي من خلال ضبط سلوك الأفراد وصولا إلى باقي المجتمع ‏، وهذا يكون عن طريق عدم إثارة  الشفقة ، بناء  قاعدة حقيقية لضبط التصرفات المؤذية والسلوكات المستنزفة المنافية للأخلاق المنافية للإنسانية كالنبذ، اثارة أساليب العنف للتعامل مع المرأة ذات الإعاقة كالتنمر  وغيرها .

كل هذا يؤدي دورا بارزا في تشكيل احتواء حقيقي للمرأة ذات الإعاقة ،  إن هذه الأساليب ينظمها  توعيه المجتمع وتثقيفه وعقد الدورات اللازمة للأسر ذوي الاعاقة وبعدها الانطلاق الى المجتمع ومكوناته ،وإن ثقل هذه المسؤوليه تعود على المؤسسات والمنضمات المختصة بشؤون ذوي الاعاقة.

إن صناعة الاحتواء الحقيقي للمرأة يقي المجتمع من الكثير من المشاكل  التي تدمر بنيته و ركائزه القائمة عليه ، لاننكر  أن المرأة ذات الإعاقة مكون من مكونات هذا المجتمع ‏ومؤثر عميق الأثر رفيع القدر وإن الأمل في صناعة احتواء حقيقي يبقى نصب أعينها   .‏

ولا نيأس في إبراز المرأة ذات الإعاقة والاستماع لهذا الرأي الذي يصنع فارقا في التغيير وصناعة رأي لا يستهان به .

وتكمن توصيات هذا المقال في إبراز سبل الاحتواء لصناعة مجتمع سوي ، مراعاة الجانب العاطفي النفسي للمرأة ذات الاعاقة ومحالجتها علاجا سويا يشكل لها احتوائا حقيقيا، 

ترويج أفكار المرأة الناجحة من ذوات الإعاقة وتأمين الفرص لنشر المؤلفات والأبحاث الخاصة بهن وتسويقها تسويقا لائقا بهذه المرأة الناجحة ، تقويم السلوكيات المجتمعية ومعالجتها علاج جذري وإيجاد سبل ناجحة لضبط هذه السلوكيات ، رفع مستوى الإيمان في هذه القدرات،  إيجاد حلول ناجحة تعالج هذه القضية علاجا وافيا حسب احتياجات كل مجتمع ومتطلباته ، إبراز دور ‏المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية لشؤون ذوي الإعاقة وتهيئة سبل احتواء مناسبة لهذه المرأة كما تبين .

ويبقى الأمل في علاج هذه المشكلة موجودا  ، إن الاحتواء ‏الحقيقي يصنع امرأة متحدية للإعاقة متخطية  كل ظرف صعب يقف في طريقها .

 هذه كلمات كتبتها  من وجهة امرأة ذات إعاقة آمل أن تبلغ صداها وأن تؤتي أكلها و الله الموفق.