دور المقاولاتية النسوية لذوات الإحتياجات الخاصة في ترقية السياحة الجزائرية.
بقلم/ د. شهري مينة/ جامعة الجزائر3 -كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير./ الجزائر
. المقدمة:
تُعد المقاولاتية ركيزة أساسية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ تساهم بشكل فعّال في خلق الثروة، توفير فرص العمل، وتنويع مصادر الدخل الوطني. وقد أظهرت التجارب العالمية والمحلية أنّ تشجيع روح المبادرة المقاولاتية يُمثل أداة استراتيجية لتعزيز التنافسية الاقتصادية، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها الاقتصادات الريعية. وفي هذا الإطار، برزت المقاولة النسائية كمكوّن فاعل في النسيج الاقتصادي، بعد أن بدأت النساء في اقتحام مجال ريادة الأعمال بمختلف قطاعاته، ومنها القطاع السياحي، الذي يُعد من أبرز القطاعات الواعدة في الجزائر نظرًا لما يتمتع به من إمكانات طبيعية وثقافية وتراثية هامة. ويمثّل ولوج النساء لهذا القطاع الديناميكي فرصة حقيقية ليس فقط لتحقيق التمكين الاقتصادي، وإنما أيضًا للمساهمة في ترقية الصناعة السياحية الوطنية من خلال تقديم خدمات مبتكرة، مستدامة، ومحلية الطابع. وعليه، يتناول هذا المقال تحليلًا لدور المقاولة النسائية في دعم وتطوير السياحة الجزائرية، مع إبراز التحديات والفرص المتاحة ضمن السياق الاقتصادي والاجتماعي الراهن.
1. إشكالية الدراسة:
تُشكّل المقاولاتية النسائية رافدًا حيويًا لدعم الاقتصاد الوطني الجزائري، من خلال تعزيز النمو، خلق فرص العمل، وتحقيق التنمية المحلية. ويكتسب إدماج النساء من ذوات الإعاقة في المجال المقاولاتي أهمية مزدوجة، لكونه يسهم في التمكين الاقتصادي والاجتماعي لفئة هشة، ويعزز قيم العدالة والمساواة. ويُعد قطاع السياحة، لاسيما السياحة الشاملة، مجالًا واعدًا لاستثمار طاقات هذه الفئة، بالنظر إلى ما يوفره من فرص ريادية مبتكرة تُسهم في ترقية السياحة الوطنية وتحقيق تنمية سياحية مستدامة ومندمجة، وبالتالي إنطلاقا مما سبق نقوم بطرح الإشكالية التالية؛
” إلى أي مدى تساهم المقاولاتية النسائية من فئة ذوات الاحتياجات الخاصة في تطوير و ترقية السياحة الجزائرية و ماهي أبرز التحديات والفرص التي تواجهها هذه الفئة في الولوج لقطاع السياحة بصفة عامة والسياحة الشاملة بصفة خاصة ؟”
2. أهمية موضوع الدراسة:
تنبع أهمية هذه الدراسة من تناولها لموضوع مزدوج الأبعاد، يجمع بين المقاولاتية النسائية والإدماج الاجتماعي والاقتصادي لفئة النساء ذوات الاحتياجات الخاصة، ضمن أحد أكثر القطاعات ديناميكية وواعدة في الجزائر، وهو القطاع السياحي. وتكمن القيمة العلمية والعملية لهذا البحث في كونه؛
1. يسلّط الضوء على فئة غالبًا ما تكون مهمّشة في الخطاب التنموي والسياسات العمومية، رغم امتلاكها لمهارات ومؤهلات ريادية.
2. يعالج موضوع السياحة الشاملة كمدخل لتوسيع المشاركة الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق تنمية سياحية أكثر عدالة وشمولًا.
3. يُساهم في توفير أرضية بحثية تساعد صُنّاع القرار والمؤسسات الداعمة على تطوير آليات مرافقة موجهة خصيصًا للنساء المقاولات من ذوات الإعاقة.
4. يُعزّز من التوجه نحو اقتصاد أكثر إدماجًا وتنوعًا، من خلال تمكين فئات مهمّشة اقتصاديًا واجتماعيًا.
3. أهداف المداخلة:
1. تحليل واقع المقاولاتية النسائية لفئة ذوات الإعاقة في الجزائر ضمن السياق الاقتصادي والاجتماعي الراهن.
2. رصد دور هذه الفئة في ترقية الصناعة السياحية الوطنية، خاصة ضمن مقاربة السياحة الشاملة.
3. تحديد التحديات البنيوية والمؤسساتية التي تواجه النساء المقاولات من ذوات الإعاقة.
4. تقديم و عرض نماذج و تجارب ناجحة لرائدات أعمال جزائريات من فئة ذوات الإحتياجات الخاصة.
5. اقتراح توصيات عملية لتعزيز إدماج هذه الفئة في القطاع السياحي وتحقيق التنمية المستدامة.
II. الجانب النظري للمداخلة
1. مفهوم السياحة
تُعد السياحة من المفاهيم متعددة الأبعاد، وقد شهدت تطورًا ملحوظًا في إطار الدراسات الاقتصادية والاجتماعية. ومن أشهر التعاريف المعتمدة دوليًا، التعريف الذي قدمته منظمة السياحة العالمية (UNWTO)، حيث تُعرف السياحة بأنها: “مجموعة الأنشطة التي يقوم بها الأشخاص أثناء سفرهم وإقامتهم في أماكن خارج بيئتهم المعتادة لمدة لا تتجاوز سنة واحدة متتالية، وذلك لأغراض الترفيه أو العمل أو غيرها، دون أن يكون الهدف منها ممارسة نشاط يُكافأ عليه مادياً داخل الوجهة المقصودة” (UNWTO, 1995).
هذا التعريف يُعد مرجعًا أساسيًا في الدراسات السياحية، حيث يميز بوضوح بين السياحة وغيرها من أشكال التنقل مثل الهجرة أو السفر الدائم، ويُبرز البعد الاقتصادي والاجتماعي للسياحة بوصفها نشاطًا إنسانيًا له آثار مباشرة على التنمية المحلية والدولية.
2. أنواع السياحة:
تتعدد أنواع السياحة بتعدد دوافع الأفراد وخصائص الوجهات السياحية، وقد صنّفتها الأدبيات السياحية وفق عدة معايير، أهمها الغاية من السفر، والبعد الجغرافي(Cooper, et all, 2008)، ومدّة الإقامة. ووفقًا لما ورد في أدبيات منظمة السياحة العالمية (UNWTO,2001) وأعمال عدد من الباحثين في اقتصاد السياحة، يمكن تصنيف السياحة إلى؛
- السياحة الترفيهية (Leisure Tourism)
- السياحة الثقافية (Cultural Tourism)
- السياحة الدينية (Religious Tourism)
- السياحة العلاجية (Medical/Health Tourism)
- السياحة البيئية (Ecotourism)
- السياحة الريفية (Rural Tourism)
- سياحة المغامرات (Adventure Tourism)
- السياحة التجارية أو المهنية (Business Tourism)
- السياحة التضامنية أو البديلة (Solidarity/Alternative Tourism)
3. تعريف السياحة الشاملة (Inclusive Tourism):
في ضوء التحولات الراهنة التي يشهدها قطاع السياحة على الصعيدين الدولي والمحلي، برز مفهوم السياحة الشاملة كمقاربة استراتيجية تهدف إلى ضمان استفادة جميع فئات المجتمع من الأنشطة السياحية دون تمييز، حيث تُعد السياحة الشاملة من المفاهيم الحديثة في مجال التنمية السياحية، وقد برزت استجابةً للحاجة إلى بناء قطاع سياحي عادِل، مُنصف، ومُتاح للجميع، بغض النظر عن القدرات الجسدية أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي. ووفقًا لما أورده دارسي وبوهاليس (Darcy & Buhalis, 2011)، تُعرف السياحة الشاملة على النحو التالي: “السياحة الشاملة هي مقاربة تسعى إلى ضمان المشاركة الكاملة والمتكافئة لجميع الأفراد، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة، في الأنشطة والخدمات السياحية، من خلال إزالة الحواجز المادية، الاجتماعية، والاقتصادية، وتوفير بيئة سياحية ملائمة للجميع دون تمييز.”
- و تجدر الإشارة إلى أن السياحة الشاملة ليست نوعًا من أنواع السياحة حسب الدافع، بل هي مقاربة تنظيمية وإنسانية، تُطبق على جميع أنواع السياحة (ثقافية، علاجية، بيئية،…).
- ترتبط بمفهوم “السياحة للجميع” (Tourism for All) الذي تدعمه منظمة السياحة العالمية (UNWTO).
- تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع المنافع السياحية، ومشاركة الفئات المهمشة في كل من الطلب السياحي (كمستهلكين) والعرض السياحي (كمزودين للخدمة أو رواد أعمال).
4. تعريف المقاولاتية النسائية:
تُعد المقاولاتية النسائية (Women’s Entrepreneurship) أحد المكونات الحيوية في الاقتصاد المعاصر، نظراً لدورها المتزايد في تعزيز النمو، خلق الثروة، وتحقيق التنمية المستدامة. وقد تباينت التعاريف حول هذا المفهوم، غير أن من أكثرها شهرة في الأدبيات الاقتصادية والاجتماعية، ما قدمته الباحثة Candida Brush وزملاؤها في دراساتهم حول ريادة الأعمال النسائية، حيث يُعرّفون المقاولاتية النسائية بأنها: “عملية تأسيس وتسيير وتطوير مشروع اقتصادي من طرف امرأة أو مجموعة من النساء، بهدف خلق قيمة اقتصادية واجتماعية، في سياق يتسم غالبًا بالتحديات المرتبطة بالنوع الاجتماعي، والوصول إلى الموارد، والدعم المؤسسي.”
يُبرز هذا التعريف البُعد التحويلي للمقاولاتية النسائية، بوصفها أداة ليس فقط لإنشاء المشاريع، بل أيضًا لإعادة تشكيل التوازنات الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يجعل من دراسة نماذج النساء رائدات الأعمال من ذوي الاحتياجات الخاصة في السياحة الجزائرية مجالاً بالغ الأهمية لفهم ديناميكيات التمكين والمشاركة الفعالة.
5. تعريف المقاولة النسائية من ذوي الاحتياجات الخاصة:
في إطار البحث عن آليات فعالة لتمكين المرأة، تبرز المقاولة النسائية لدى ذوات الاحتياجات الخاصة كأداة استراتيجية لمواجهة الإقصاء المزدوج الناتج عن النوع الاجتماعي والإعاقة. ووفقًا لتعريف (Gómez & Aleman, 2016)
فإن هذه المقاولة تُفهم على أنها: “المقاولة النسائية من ذوي الاحتياجات الخاصة هي عملية إنشاء وإدارة وتطوير مشروع اقتصادي تقوده امرأة تعاني من إعاقة جسدية أو حسية أو ذهنية أو مركبة، بهدف تحقيق الاستقلال الاقتصادي، وخلق قيمة مضافة، في سياق اجتماعي واقتصادي يتميز بمحدودية الوصول إلى الموارد، والتمييز المتعدد المرتبط بالنوع والإعاقة.” وبالتالي فإن ريادة الأعمال تمثل مسارًا بديلًا وحقيقيًا للإدماج الاجتماعي والمهني للنساء ذوات الإحتياجات الخاصة، في ظل القيود التي تفرضها سوق العمل التقليدية، لأن المقاولاتية بالنسبة لهن ليست فقط وسيلة لتحقيق الدخل، بل أيضًا شكل من أشكال مقاومة الإقصاء والاندماج المجتمعي. ومن هذا المنظور، لا يمكن فهم ريادة الأعمال لدى هذه الفئة إلا ضمن رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الإعاقة كعامل اجتماعي وليس فقط كحالة فردية، ما يدعو إلى سياسات عمومية وتدابير عملية أكثر عدالة وفعالية في إدماجهن ضمن الاقتصاد الوطني، وخاصة ضمن القطاع السياحي الذي يوفر فرصًا متنوعة ومرنة.
6. واقع النساء ذوات الاحتياجات الخاصة في مجال المقاولاتية في الجزائر.
تشير البيانات الرسمية إلى أن ريادة الأعمال النسائية في الجزائر لا تزال في مراحلها الأولى، حيث تُظهر إحصائيات المركز الوطني للسجل التجاري (CNRC) لسنة 2023 أن النساء يمثلن حوالي 8.39% من مجموع الأنشطة الاقتصادية الفردية، بينما لا تتجاوز نسبة المؤسسات التي تُدار من قبل النساء 6.53%، أي ما يعادل 15,645 شركة من أصل 239,547. أما في مجال التمويل المصغر، فقد استفادت النساء بنسبة معتبرة من دعم الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر (ANGEM)، إذ بلغت نسبة المشاريع النسائية 62.4%، وهو ما يُمثل 626,110 قرضًا إلى غاية مارس 2025. في المقابل، يُقدر عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الجزائر بحوالي 2 مليون نسمة (2.5% من السكان)، وتُشكّل النساء جزءًا هامًا من هذه الفئة. رغم وجود ترسانة قانونية تمنع التمييز، إلا أن واقع الحال يُظهر استمرار العراقيل البنيوية والاجتماعية.
و بالتالي تواجه النساء ذوات الإعاقة تحديات مضاعفة في ولوج عالم المقاولاتية، بسبب التمييز القائم على النوع الاجتماعي والإعاقة معًا، ما يحدّ من فرص استفادتهن من التكوين، التمويل، والمرافقة، ويجعلهن فئة هامشية ضمن النسيج المقاولاتي الوطني.
6. التحديات المحورية التي تواجه المقاولة النسائية من ذوي الاحتياجات الخاصة:
6. 1. الوصول إلى التمويل: رغم استفادة النساء عمومًا من 62.4% من قروض ANGEM، فإن ذوات الإعاقة غالبًا ما يُستثنن أو يحصلن على تمويلات قليلة بسبب افتقارهن للضمانات أو الإرشاد المناسب.
6. 2. البيئة المؤسسية والمجتمعية: المواقف الاجتماعية السائدة تجاه المرأة عمومًا، والمُعوقة خصوصًا، دفعت العديد منهن لعدم اعتبار المقاولاتية خيارًا ملائمًا .
3.6. البنية التحتية والوصول: قلة مراعاة معايير الوصول مثل الأرصفة المنخفضة، المصاعد، وسائل النقل المعدلة، تؤدي إلى حرمانهن من خدمات التكوين أو العمل المباشر أو التحرك بحرية سواء في المدن أو الوجهات السياحية .
4.6. نقص التكوين والكفايات الرقمية: الكثير من برامج التكوين مصممة بدون مراعاة احتياجات ذوي الإعاقة، مما يقلل من فرصهن في استثمار قروضهن بفعالية أو رقمنة مشاريعهن (مثلما حدث في برنامج womWork للحرفيات).
III. الجانب التطبيقي: تجارب ميدانية لرائدات أعمال جزائريات من ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع السياحي:
1. المشروع الأول: للمقاولة الجزائرية نورية حمادي (المزرعة العضوية ولغة الإشارة)
1.1. تقديم صاحبة المشروع: نورية حمادي
نورية حمادي، سيدة جزائرية من مواليد عام 1987 بمدينة بجاية، تعاني من إعاقة سمعية منذ الولادة. تحديات إعاقتها لم تثنها عن التكوين والتعلم، حيث تلقت تكوينًا مهنيًا في مجالات الزراعة العضوية، التغذية المستدامة، ولغة الإشارة. أظهرت منذ صغرها شغفًا بالبيئة والعمل اليدوي، وتمكنت من تطوير مهاراتها في الزراعة البيئية، الطهي الطبيعي، والتواصل بلغة الإشارة. كما تجدر الإشارة إلى أن السيدة نورية واجهت تحديات شخصية ومهنية جمّة، أبرزها العزلة الاجتماعية نتيجة صعوبات التواصل، بالإضافة إلى نقص الموارد المالية وعدم ملاءمة البنية التحتية لأشخاص في وضعية إعاقتها. غير أن دافعها الشخصي المتمثل في خلق فضاء جامع بين الزراعة، البيئة، والإدماج الاجتماعي لأشخاص الصم، كان الحافز الأقوى لإطلاق مشروعها.
2.1. فكرة المشروع ونشاطه
إنطلق مشروع نورية حمادي سنة 2022 بمدينة بجاية، وتحديدًا في ضواحي المنطقة الريفية تيشي، حيث وفرت الطبيعة الجغرافية والبيئية ظروفًا مثالية لإقامة مشروعها. وهو عبارة عن مزرعة عضوية بيئية، تتبع أساليب الزراعة المستدامة الخالية من المبيدات والكيماويات. و يتضمن المشروع كذلك مطعمًا صغيرًا يقدم أطباقًا محلية طبيعية من منتجات المزرعة مرفقا بقائمة طعام مصورة بلغة الإشارة ، إضافة إلى تنظيم ورشات تعليمية في لغة الإشارة موجهة لتعليم مفاهيم الزراعة البيئية لفائدة الأشخاص الصم والبكم. أما الفئات المستهدفة فهي كل من؛
- الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية.
- شباب المنطقة الباحثين عن تكوين في الزراعة المستدامة.
- الزوار المهتمين بالتغذية الصحية والطبيعية.
3.1. الدوافع وراء إطلاق المشروع
جاءت فكرة المشروع انطلاقًا من رغبة نورية في الجمع بين اهتمامها بالبيئة وحاجتها إلى المساهمة في إدماج ذوي الإعاقة، خصوصًا فئة الصم، في سوق الشغل والمجتمع من خلال وسيلة ملموسة ومفيدة كالتكوين في الزراعة.
“استخدام لغة الإشارة في ورشات الزراعة، إلى جانب مطعم يحتوي على قائمة طعام مصورة بلغة الإشارة. يخلق نموذجا اقتصاديا قائم على الإكتفاء الذاتي (إنتاج واستهلاك محلي بالكامل)”.
4.1. الأهداف المرجوة من المشروع
- تمكين فئة الصم البكم من تعلم مهارات الزراعة البيئية.
- تحسين إدماج الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع الاقتصادي.
- نشر ثقافة الغذاء العضوي والتغذية الصحية.
- تطوير السياحة البيئية والريفية في المنطقة.
5.1. التحديات والصعوبات
- التواصل مع الجهات الإدارية بسبب الحواجز اللغوية.
- ضعف الدعم التقني لمشاريع ذوي الإعاقة.
- نقص الاعتراف الرسمي بلغة الإشارة كلغة عمل.
- محدودية الوصول إلى الأسواق لتصريف منتجات المزرعة.
- صعوبة في الحصول على شهادة “العضوية البيئية” بسبب البيروقراطية.
6.1. النتائج والإنجازات: من أبرز إنجازات المشروع
- تكوين أكثر من 80 شخصًا من ذوي الإعاقة في مجال الزراعة.
- تقديم أكثر من 1500 وجبة صحية عضوية في المطعم التابع للمشروع.
- نيل جائزة المرأة الريادية الجزائرية لسنة 2024.
- توظيف دائم لسبعة أشخاص منهم 4 من ذوي الإعاقة.
7.1. الأثر المجتمعي للمشروع
- كان للمشروع أثر عميق على السيدة نورية شخصيا وذلك بزيادة الثقة في نفسها وتحقيق ذاتها.
- ساهم المشروع بتحسين فرص تكوين الأفراد من ذوي الإحتياجات الخاصة والدمج المهني والاجتماعي لهم.
- ساهم المشروع بتشجيع الفلاحة المستدامة والاعتماد على الإنتاج المحلي.
- زيادة الوعي البيئي و إرتفاع عدد المبادرات المشابهة محليًا بعد نجاح المشروع.
8.1. الخطط المستقبلية
- إطلاق منصة رقمية للتكوين عن بعد بلغة الإشارة في الزراعة البيئية.
- فتح فرع للمطعم في وسط مدينة بجاية.
- الحصول على شهادة عضوية دولية (ECOCERT).
- إدراج ورشات خاصة لتعلم لغة الإشارة بالمزرعة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية.
“تُعد قصة السيدة نورية حمادي نموذجًا حيًا لريادة الأعمال الاجتماعية التي تجمع بين تمكين المرأة إقتصاديا والبيئة، مع التأكيد على أن الإعاقة أبدا ليست عائقًا أمام الطموح و الإبداع حتى للمرأة من ذوي الإحتياجات الخاصة. لأنه بفضل إصرارها و دعم عائلتها تجاوزت التحديات، لتُحدث فرقًا حقيقيًا في حياتها وحياة فئة هشة ومهمّشة في مجتمعها”.
2. المشروع الثاني: للمقاولة الجزائرية فضيلة مسعودي (تعاونية خيوط الشمس)
1.2. تقديم صاحبة المشروع: فضيلة مسعودي
فضيلة مسعودي هي مقاولة جزائرية من مدينة غرداية، تبلغ من العمر 34 عامًا، وتعاني من إعاقة جسدية تتمثل في شلل جزئي نتيجة حادث مروري في مرحلة مبكرة من حياتها. ما أدى إلى إعاقتها الحركية بشكل دائم، لكن بالرغم من التحديات الصحية والاجتماعية، إلا أنها استطاعت تطوير مهاراتها في النسيج اليدوي وصناعة السجاد التقليدي، مستفيدة من تكوينات مهنية محلية وأخرى عائلية. واجهت فضيلة تحديات متعددة، منها التحديات الشخصية كصعوبة التنقل، إلى جانب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالإعاقة، وقلة الدعم النفسي، والتمويل.
2.2. عرض فكرة المشروع “خيوط الشمس”
أطلق مشروع “خيوط الشمس” عام 2018 في مدينة غرداية المعروفة بتراثها الحرفي والنسيجي. و هو مشروع بيئي واجتماعي تقوم فكرته على على تأسيس تعاونية نسوية لإنتاج السجاد التقليدي البيئي باستخدام مواد معاد تدويرها، كبقايا الأقمشة والخيوط المستعملة مما يقلل من النفايات ويحافظ على البيئة. وتُعد التعاونية فضاءً لتشغيل نساء في وضعيات هشّة، خاصة ذوات الإعاقة، عبر تمكينهن من العمل من المنزل أو داخل ورشة المجهزة من قبل السيدة فضيلة. أما الفئات المستهدفة فهي كل من؛
- النساء الحرفيات، خاصة ذوات الإعاقة الحركية.
- المستهلكين المهتمين بالمنتجات التقليدية الصديقة للبيئة.
- نساء في وضعية اجتماعية هشّة (أرامل، مطلقات).
“دمج الإعاقة مع الريادة الخضراء، و دمج الحرف التقليدية المحلية العريقة مع مبادئ الاقتصاد الأخضر. واستخدام مواد معاد تدويرها في صناعة تقليدية عريقة”.
3.2. الدوافع وراء إطلاق المشروع
- حماية البيئة المحلية من تراكم النفايات النسيجية و تعزيز الاقتصاد الأخضر.
- الحفاظ على التراث الثقافي المرتبط بالحرف التقليدية.
- توفير فرص عمل للنساء ودخل مادي مستقر للنساء ذوات الإعاقة.
- كسر العزلة الاجتماعية للنساء من خلال العمل التشاركي.
- دمج البعد البيئي في الحرف التقليدية.
4.2. الأهداف الاستراتيجية للمشروع
- المساهمة في إقتصاد إعادة التدوير من خلال تحويل النفايات إلى موارد إنتاجية.
- الترويج لدعم ريادة الأعمال البيئية للنساء من ذوي الإحتياجات الخاصة.
- الترويج لفكرة “الإعاقة المنتجة” بدل “الإعاقة المقعدة”.
- فتح آفاق تسويق دولية للمنتجات المحلية عبر الإنترنت.
- إدماج فئة غير مفعلة اقتصاديًا (نساء ذوات إعاقة) في مجال ربحي.
- الحفاظ على الحرف التقليدية.
5.2. التحديات والصعوبات
- صعوبة الحصول على مواد خام منتظمة ومعاد تدويرها.
- نقص الوعي العام بمنتجات المعاد تدويرها.
- ضعف دعم التمويل الرسمي للمشاريع البيئية الصغيرة.
- محدودية المهارات التسويقية.
- مقاومة بعض الزبائن للأسعار بسبب عدم فهم القيمة البيئية للمنتج.
- التمييز ضد النساء ذوات الإعاقة.
6.2. النتائج والإنجازات
- توظيف 15 امرأة، من بينهم 5 نساء ذوات الإحتياجات الخاصة.
- إنتاج و بيع أكثر من 300 سجادة سنويا.
- إدراج التعاونية في دليل الصناعات التقليدية المحلية بولاية غرداية.
- الحصول على جائزة الابتكار الاجتماعي على مستوى ولاية غرداية.
- الفوز بجائزة “أفضل مشروع بيئي” في معرض غرداية 2022.
7.2. الأثر المجتمعي للمشروع
- زيادة الوعي المجتمعي بسبب نشر ثقافة إعادة التدوير.
- تعزيز الإستقلالية المادية للنساء ذوات الإعاقة.
- تحسين صورة النساء ذوات الإعاقة و كسر الصورة النمطية عنهم.
- إدخال ثقافة المنتج البيئي ضمن العادات الاستهلاكية المحلية.
- مساهمة في حماية البيئة من خلال تقليل النفايات القماشية.
- تعزيز السياحة الحرفية في غرداية.
8.2. خطط الاستدامة والتوسع
- فتح فرع للتعاونية في الولايات المجاورة.
- إطلاق منتجات مكملة (حقائب، أغطية، مفارش يدوية).
- العمل على حصول المنتج على شهادة “منتج بيئي معتمد”.
- إنشاء منصة إلكترونية للبيع داخل وخارج الجزائر.
- تنظيم ورشات تدريب متنقلة في القرى الصحراوية.
“إن مشروع “خيوط الشمس” يمثّل نموذجًا حيًّا لريادة الأعمال الاجتماعية النسوية، القائمة على الابتكار البيئي والإدماج الاقتصادي للنساء ذوي الإحتياجات الخاصة. ويؤكد هذا النموذج أن التنمية لا يمكن أن تكون شاملة دون إشراك الفئات الهشة في ديناميكيات الإنتاج والتغيير”.
3. المشروع الثالث للمقاولة الجزائرية يمينة شتوان (الوكالة السياحية رحلة خضراء)
1.3. تقديم صاحبة المشروع: يمينة شتوان
تُعد يمينة شتوان، البالغة من العمر 42 سنة والمقيمة بولاية البليدة، نموذجًا ملهمًا لريادة الأعمال الاجتماعية في الجزائر. تعاني يمينة من إعاقة حركية ناتجة عن مرض عضلي مزمن، ما يفرض عليها الاعتماد على عكازين في تنقلها. ورغم ذلك، اكتسبت مهارات متنوعة في إدارة المشاريع السياحية، بعد تخرجها من المعهد الوطني للسياحة في تخصص السياحة المستدامة، وتكوينها ضمن برامج وطنية ودولية متخصصة في السياحة البيئية والولوجية السياحية (accessible tourism).
واجهت يمينة صعوبات في الاندماج المهني بسبب النظرة النمطية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، كما واجهت عوائق مادية ولوجستية في تنقلها بسبب ضعف البنية التحتية الملائمة لذوي الإعاقة، إضافة إلى تحديات نفسية واجتماعية ناجمة عن الصور النمطية المتعلقة بقدرات الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة. لكن تجربتها الشخصية مع الإقصاء السياحي شكّلت الدافع الأساسي لتأسيس مشروع يدمج بين الحق في الترفيه والحق في الولوج كما نصت عليه الاتفاقيات الدولية (United Nations, 2006).
2.3. عرض فكرة المشروع “رحلة خضراء”
أطلق مشروع “رحلة خضراء” سنة 2020 في مدينة البليدة و هي وكالة سياحية بيئية ميسّرة، تقدم خدمات تنظيم الرحلات إلى المحميات الطبيعية والمناطق الجبلية، مثل الشريعة وتيكجدة والعديد من مناطق الجزائر، باستخدام مركبات مجهزة و مرشدين سياحيين مكوّنين في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. كما توفّر الوكالة خدمات الإقامة، والأنشطة البيئية (المشي، التخييم، التصوير الطبيعي، مراقبة الطيور مع أدوات صوتية للمكفوفين)، بطريقة تحترم قدرات وخصوصيات الأشخاص ذوي الإعاقة. أما الفئات المستهدفة فهي كل من؛
- الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية والبصرية.
- كبار السن.
- العائلات التي تضم أفرادًا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- الجمعيات والمدارس المهتمة بالتربية البيئية.
- المهتمون بالسياحة البئية.
“السمة المميزة للمشروع “رحلة خضراء” أنه أول وكالة سفر جزائرية مختصة في السياحة البيئية الميسرة لذوي الإحتياجات الخاصة، والتي تعتمد على تجهيزات ومركبات مهيأة بتصميم يراعي الظروف الخاصة بهم”.
3.3. الدوافع وراء إطلاق المشروع
- المعاناة الشخصية لصاحبة المشروع من صعوبة الولوج للفضاءات الطبيعية بسبب الإعاقة.
- غياب وكالات مختصة في السياحة البيئية الميسّرة في الجزائر أناذاك.
- الرغبة في خلق نموذج سياحي حديث ومستدام.
- استثمار في مجال بيئي يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر (Bramwell & Lane, 2011).
4.3. أهداف إنجاز المشروع:
- تمكين الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة من الاستمتاع بالطبيعة و تيسير الولوج إلى المناطق الطبيعية.
- تعزيز الوعي السياحة المستدامة في الجزائر.
- تحسيس المجتمع بأهمية الإدماج البيئي الشامل.
- خلق مناصب شغل للأشخاص ذوي الإعاقة خاصة في المجال السياحي الميسر.
5.3. التحديات والعوائق التي واجهة مشروع “رحلة خضراء”
- غياب البنية التحتية المناسبة في أغلب المواقع السياحية الطبيعية.
- كلفة تجهيز المركبات المهيأة.
- نقص الوعي المجتمعي حول السياحة الميسرة و صعوبة الوصول إلى زبائن مستهدفين.
- مقاومة بعض المؤسسات للتعاون بداعي “التكلفة المرتفعة”.
6.3. إنجازات مشروع “رحلة خضراء”
- تنظيم أكثر من 40 رحلة بيئية ميسرة خلال العام الواحد.
- إشراك أكثر من 300 مستفيد من ذوي الإعاقة.
- توظيف 10 أشخاص، بينهم 4 من ذوي الإحتياجات الخاصة.
- الحصول على شهادة تقدير من وزارة البيئة.
- إدراج المشروع ضمن دليل “الابتكار الأخضر في الجزائر” سنة 2023.
7.3. الأثر الاجتماعي والبيئي
- تعزيز اندماج ذوي الإعاقة في الأنشطة البيئية.
- رفع الوعي المجتمعي بأهمية السياحة الميسّرة.
- نجحت في إقناع إدارة المحميات بتركيب ممرات ميسرة.
- تحفيز مشاريع مماثلة في ولايات أخرى و دعم الاقتصاد المحلي من خلال الترويج للمحميات والمنتجات التقليدية.
- المساهمة في الحد من التمييز السياحي (Disability Discrimination in Tourism – Darcy & Buhalis, 2011).
8.3. الخطط المستقبلية
- فتح فروع للوكالة في ولايات أخرى (تيبازة، قسنطينة، تلمسان).
- تطوير رحلات بحرية ميسّرة للأشخاص ذوي الإعاقة.
“تمثل وكالة “رحلة خضراء” تجربة رائدة في الجزائر تجمع بين السياحة البيئية، الإدماج الاجتماعي، والاستدامة الاقتصادية. وتُعد هذه المبادرة نموذجًا فعليًا لكيفية مساهمة ريادة الأعمال الاجتماعية في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وفقًا للمقاربات التنموية الحديثة.”
4. الاستنتاج النهائي
تمثل تجارب نورية حمادي، فضيلة مسعودي، ويَمينة شتوان نماذج ناجحة لريادة الأعمال الاجتماعية التي تجمع بين التمكين الاقتصادي لذوي الإعاقة والاستدامة البيئية، لكن نجاحها لا يزال مقيداً بتحديات هيكلية. وقد توصلنا إلى النقاط التالية؛
أولاً: النقاط المشتركة بين المشاريع الثلاثة
1. الجمع بين الإدماج الاجتماعي والاستدامة البيئية
– جميع المشاريع تدمج بين تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وحماية البيئة (زراعة عضوية، إعادة تدوير، سياحة بيئية).
– اعتماد نموذج الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري (إعادة تدوير النفايات، زراعة مستدامة، سياحة مسؤولة).
2. التحديات المشتركة:
تلخصت أهم التحديات في العوائق البيروقراطية، و نقص التمويل، و ضعف البنية التحتية، و النظرة المجتمعية.
3. الأثر المجتمعي الإيجابي: من أهم الأثار المجتمعية الإيجابية التي أحدثتها تلك المشاريع هي خلق فرص عمل لذوي الإعاقة وتحسين إدماجهم، ما شجع على جعل ريادة الأعمال النسائية لذوات الإحتياجات الخاصة كحل للبطالة والفقر، كما ساهمت في نشر الوعي البيئي و الثقافي (لغة الإشارة، الحرف التقليدية، السياحة المستدامة).
ثانياً: نقاط الضعف المشتركة
1. ضعف الدعم المؤسسي:
– غياب سياسات داعمة مباشرة لمشاريع ذوي الإعاقة في القطاع السياحي والبيئي الجزائري وخاصة لفئة النساء.
– عدم وجود تشريعات تُلزم المؤسسات بتبني معايير الولوجية (مثل المواصلات والسياحة الميسرة).
2. محدودية التسويق والوصول للأسواق: من بين نقاط الضعف المشتركة للمشاريع السابقة هي محدودية التسويق بسبب صعوبة الترويج للمنتجات محلياً ودولياً بسبب نقص المهارات أو المنصات الرقمية إلى جانب عدم وجود قنوات توزيع رسمية لدعم المنتجات البيئية أو الحرفية.
3. التحديات التقنية: من بين نقاط الضعف المشتركة للمشاريع السابقة هي التحديات التقنية كنقص التكوين في المهارات الرقمية (مثل التسويق الإلكتروني) لذوي الإعاقة، بالإضافة إلى عدم توفر تجهيزات لوجستية متخصصة (مركبات مهيأة، أدوات زراعية ملائمة).
الخاتمة:
في ضوء ما تم عرضه في هذه الدراسة، يمكن التأكيد على أن المقاولاتية النسائية، وخاصة لدى فئة ذوات الاحتياجات الخاصة، تمثل رافدًا استراتيجيًا لتعزيز مسار التنمية السياحية في الجزائر. فقد أظهرت المعطيات أن تمكين هذه الفئة من ولوج قطاع السياحة، لاسيما السياحة الشاملة، يساهم في توسيع قاعدة الفاعلين الاقتصاديين، ويعزز من فرص الابتكار الاجتماعي والاقتصادي. كما يُسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إدماج فئة غالبًا ما تعاني من التهميش والإقصاء في الدورة الاقتصادية الوطنية. غير أن هذا المسار لا يخلو من تحديات، تتراوح بين الحواجز المؤسساتية والاجتماعية، ونقص التمويل والتكوين، وضعف السياسات التحفيزية الداعمة للمقاولاتية النسائية المستدامة والشاملة. ورغم هذه العراقيل، فإن السياحة الجزائرية، بما تملكه من مؤهلات طبيعية وثقافية، تمثل أرضية خصبة لريادة نسوية واعدة، خاصة إذا ما تم تعزيز الإطار التشريعي والمؤسساتي الكفيل بضمان شمولية واندماج هذه الفئة. وعليه، فإن تفعيل دور النساء من ذوات الاحتياجات الخاصة في السياحة ليس فقط ضرورة اقتصادية، بل هو خيار تنموي يفرض نفسه في ظل التحولات الراهنة، ويستوجب مقاربة شاملة ترتكز على الدعم، التكوين، والتمكين الحقيقي.
توصيات لمعالجة التحديات التي تواجه رائدات الأعمال الجزائريات من ذوات الإحتياجات الخاصة:
تحتاج الجزائر إلى تبني استراتيجية شاملة تدعم هذه المشاريع عبر تحسين التشريعات، البنية التحتية، والتمويل، مع التركيز على التوعية المجتمعية والشراكات بين القطاعين العام والخاص، حتى يمكن تحويل هذه المبادرات إلى سياسات مستدامة تُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وذلك بتطبيق الإقتراحات الموالية؛
1. تعزيز الإطار القانوني والدعم المالي:
– إنشاء صندوق تمويل مخصص لمشاريع ذوي الإعاقة في القطاعات البيئية والسياحية.
– تسهيل إجراءات منح الشهادات البيئية (مثل ECOCERT) وتخفيض تكاليفها.
2. تحسين البنية التحتية والخدمات:
– تطبيق معايير الولوجية في الأماكن السياحية (ممرات، مواصلات، فنادق).
– توفير مراكز تكوين مهني مجهزة لذوي الإعاقة (زراعة، حرف يدوية، سياحة).
3. دعم التسويق والابتكار:
– إنشاء منصة إلكترونية وطنية لتسويق منتجات المشاريع الاجتماعية والبيئية.
– إدراج مشاريع ذوي الإعاقة في المعارض الدولية والدعاية السياحية للجزائر.
4. رفع الوعي المجتمعي والمؤسسي:
– إطلاق حملات إعلامية لتغيير الصور النمطية عن إنتاجية ذوي الإعاقة.
– تعميم لغة الإشارة في الخدمات العامة والقطاع السياحي.
5. تشجيع الشراكات بين القطاعات:
– تعاون بين وزارات (السياحة، البيئة، التضامن الاجتماعي) لدمج هذه المشاريع في السياسات التنموية.
– شراكات مع الجامعات لبحث وتطوير حلول تكنولوجية مساعدة لذوي الإعاقة.
The References:
Bramwell, B., & Lane, B. (2011). Critical research on the governance of tourism and sustainability. Journal of Sustainable Tourism, 19(4-5), 411–421.
Brush, C. G., de Bruin, A., & Welter, F. (2009). A gender-aware framework for women’s entrepreneurship. International Journal of Gender and Entrepreneurship, 1(1), 8–24.
Cooper, C., Fletcher, J., Fyall, A., Gilbert, D., & Wanhill, S. (2008). Tourism: Principles and practice (4th ed.). Pearson Education.
Darcy, S., & Buhalis, D. (2011). Accessible tourism: Concepts and issues. Channel View Publications.
Gómez, M. L., & Aleman, J. L. (2016). Entrepreneurship for women with disabilities: A way to social inclusion. Procedia – Social and Behavioral Sciences, 228, 154–161.
United Nations. (2006). Convention on the Rights of Persons with Disabilities (CRPD).
World Tourism Organization (UNWTO). (1995). Recommendations on tourism statistics, United Nations.
World Tourism Organization (UNWTO). (2001). Tourism 2020 vision – Global forecasts and profiles of market segments. UNWTO.

